كنا نريدك (ياعبد الرحمن) على منصة التخرُّج وليس على سرير المرض .كنا نريدك ياعبد الرحمن تتوهّج كما عهدناك حماساً وحضوراً وعطاء.
كنا نريدك ياعبد الرحمن تصول وتجول في حلبات “المناظرة” كنا نريدك ياعبد الرحمن كما عهدناك بكامل عافيتك وبهجتك وتمام أدبك الجم..
لكن إرادتنا ياعبد الرحمن لا تعني شيئاً مع إرادة أعظم وأجلّ هي إرادة الله سبحانه وتعالى الذي شاءت حكمته أن يبتليك بهذا المرض القاسي، لتتلقاه بصبر وثبات وإيمان..وبينما كنتَ منشغلاً بأحلامك و
منهمكاً في صياغة آمالك، يفيض قلبك الطيب على الجميع تسرَّب (ذلك اللعين)
لكن ياعبد الرحمن ونحن نراك اليوم بقلوبنا قبل أعيننا لم ينقص منك شيء ،بكامل حضورك البهي الذي جعل (عميدك) يقول عنك اليوم إنك لست مجرد طالب عابر في كلية العلوم الطبية الأساسية، الذي تفخر به عائلته وجامعته ووطنه .بل مثال في كل ماهو يدعو للاعتزاز والفخر.
يضيف الأستاذ الدكتور عبد الله المنصوري : عبد الرحمن طالب عندي كلية العلوم الطبية الأساسية،من أكثر من سنتين وهذه السنة الثالثة، كان هذا الطالب متميزاً بكل معنى الكلمة من تميز، كان متميزاً علمياً ذا خلقٍ عالٍ جدا، إنسان راقٍ في التعامل، محبوب لدى زملائه، حقيقة كل ما تصفه به، كل ما تضع في عبد “الرحمن” من المواصفات فهي قليلة ولا تكفي حقه.
نتذكر منذ سنة تقريباً وعندما بدأت هذه الحالة المرضية معه، كنا قدر الإمكان نحاول أن نوفِّر له بيئة ميسّرة، بيئة يستطيع أن يدرس من خلالها ويستوفي الدراسة ، لقناعتنا بأن عبد الرحمن فعلاً مميز ويستحق تقديم كل مايعينه على تجاوز هذه المحنة . واستجابةً لرغبته حيث كان يردد دائماً ( بأن الدراسة تخفف من آلامي)وأن القراءة واهتمامه بمستقبله وبالدراسة وبوجوده في الكلية وفي البرنامج وفي الجامعة ، يجعله يشعر بأنه قادر على قبول التحدي القاسي وتجاوزه .
كنا نقول له لا تتعب نفسك ولا ترهقها (ارتاح) وحين يكتمل علاجك تعال التحق، ولكن هو كان دائماً مُصرّ على أنه قادر على أن يقوم بهذا العمل، وأن انهماكه في الدراسة يخفف عليه آلامه، فمن هذا المنطلق حاولنا قدر الإمكان وفق ما أملته علينا ضمائرنا وإنسانيتنا أن نفعل كل مايعين هذا الطالب المميز علماً وخلقاً ، فقد أمَّنا له الامتحانات عن بُعد، تغاضينا عن الغياب، وضعنا بمعنى آخر كافة اللوائح والقوانين المنظمة لهذا العمل جانبا، وتصرفنا بجانب إنساني يرتقي إلى جلال الحالة وهيبتها، وبثقتنا في هذا الطالب المميز الذي كان يضج نشاطاً وحيويةً وعطاء. ولإيماننا بأن هذه اللوائح ما وجدت إلا لتسهل حصول الطالب على درجة علمية وفق معايير محددة. اليوم نحن انتقلنا إلى بيت ابننا عبد الرحمن لنختتم هذا العمل وحتى نسهم في رفع معنوياته، وإدخال البهجة لقلبه استعجلنا إصدار شهادة التخرُّج، إفادة التخرج لعبد الرحمن المنقوش ،لأننا مدركون تماماً بأنه يستحقها ليست رياءً ولا مجاملةً له نحن ندرك وكتبنا في هذه الشهادة وبكل مسؤولية بأنه استوفى كافة متطلبات التخرج الإنسانية والأخلاقية والمهارية والعلمية والأكاديمية ،لقناعتنا التامة بأن عبد الرحمن فعلا يستحق هذه الشهادة وليس تزلفاً ولا رياء،
قمنا بها نحن من تلقاء أنفسنا في البرنامج والكلية واعتمدناها رسميا ،وقادرون على الدفاع عن هذه الشهادة، وكان ذلك بموافقة ومباركة السيد رئيس الجامعة .وبمتابعة وتنظيم وحضور مدير مكتب سيادته م.جازية الزباطي.
يُشار في هذا السياق أن وفداً من الجامعة الدولية يتقدمهم الأستاذ الدكتور عبد الله المنصوري وكيل الجامعة لشئون التعلُّم (عميد كلية العلوم الطبية الأساسية) التي كان يدرس بها الخرِّيج عبد الرحمن المنفوش إلى جانب فريق إدارة الاتصال واتحاد الطلبة وزملاء عبد الرحمن.سنعقد الأمل ونرفع الأكف ونحيطك بالدعوات ونرجو وجه الله أن يمنَّ عليك بالشفاء ويخفف عنك الأوجاع .اللهم آمين.




